( المشهد الأول )

       صوت عصافير هادئة وممتزجة بصوت الصباح ... تنفتح الستارة والإضاءة وخلفية من التراث العماني الأصيل ( السبلة ) وإذا برجل كبير السن ( الشايب خلفان ) جالس على البساط وهو يصلي ورافع يديه للسماء مناجياً ربه بأدعية وبصوت خافت ... وفجأة يدخل حفيده محمد على خشبة المسرح وشاهد جده رافع يديه للأعلى ومستغرب من حركاته وبدهشه ....

الشايب خلفان : ( وهو ينظر إلى حفيده ويدعوا ربه ) .. اللهم  أحفظ مولانا جلالة السلطان .....

                   وألبسه ثوب الصحة والعافية .. وأنعم عليه بالعمر المديد

 .. إنك سميع مجيب الدعاء .. اللهم آمين

الطفل  : (( ويردد معاه ...)) اللهم آمين .. يا جدي

الشايب خلفان : ما شاء الله عليك يا محمد .. إن ربنا يستجيب لك عندما تقول آمين

الطفل : ( باستغراب ودهشة ) .. يا جدي ليش رافع يديك للأعلى وتدعوا ربك

الشايب خلفان : ( يأشر إلى الطفل ) .. تعال أجلس جنبي يا ولدي

                   أحكي لك ليش رافع يدي وأدعوا الله تعالى

الطفل : حاضر يا جدي .. بس خبرني كل شيء

          ( في سره ) عن يكون بادي يخرف كما تقول أمي

الشايب خلفان : أنني أدعوا الله تعالى أن يحفظ مولانا جلالة السلطان قابوس ( حفظه الله )

                   وأن يهبه الصحة والعافية والعمر المديد ..

الطفل  : ليش يا جدي  .. هو مولانا مريض

الشايب خلفان : ( وهو يبكي ) .. نعم يا ولدي وكان مسافر إلى الخارج للعلاج

الطفل : والحين بعده مريض ..

الشايب خلفان : نعم يا محمد .. بس الحين بخير

الطفل : بس يا جدي عندما نزل مولانا من الطائرة جميع الناس فرحانين

          وحتى الناس تسوي مسيره وإحتفالات

الشايب خلفان : صحيح .. لأنهم فرحانين برجوعه من العلاج ومعافى

                   وتعال أخبرك بقصة أجدادك بزمنهم وكيف كانوا عائشين ..

وليش هم فرحانين الحين بعودة صاحب الجلالة

الطفل : أنا أسمعك يا جدي .. شوقتني جدا لأسمع القصة

الشايب خلفان : وليش أدعو ربنا في كل صلاة ..

الطفل : خبرني ليش .. ( بتعجب ينظر إلى جده  )

الشايب خلفان : لأن دعاء المسلمين في كل صلاة مستجاب عند ربنا

                   ولازم ندعوا بعضنا البعض بالدعاء وأن يشفى جميع المسلمين

الطفل : وبعدين .. وبعد الدعاء

الشايب خلفان : أن يهبنا الله الصحة والعافية

الطفل : شوقتني يا جدي وأريد أسمع قصتك هذه ..

الشايب خلفان : يا ولدي قبل زمن النهضة كانوا الناس في ظلام خافت

الطفل : ( باستغراب وبدهشة ) كيف يعني .. كان ظلام واجد !!

الشايب خلفان : لا يا ولدي .. كانت العيشة صعبة جدا حتى الأكل غير موجود بكثرة

الطفل : كيف يعني ما شيء أكل مثل الأن ؟

الشايب خلفان : لا ما شيء .. كانوا يفطرون بخبز ولبن والغداء إذا وجدوا شيء

الطفل : أيش يعني إذا وجدوا شيء ..

الشايب خلفان : يا ولدي ..

كانوا يأكل للغداء التمر والسمك المجفف

الطفل : يا حرام يا جدي ... ليش كذا الحياة كانت

الشايب خلفان : بخبرك أكثر .. بس لا تقاطعني وتسأل كثيراً

الطفل : تمام يا جدي .. ما أقطع عليك

الشايب خلفان : كانت الحياة صعبة جدا في ذلك الزمن .. وحتى من يخرجوا الصباح من البيت ما يرجعوا إلى بالمساء  ... لأنهم كانوا يعملون طوال النهار وعند عودتهم يجدون الخبز العماني ( الرخال ) مدهون بالسمن والعسل العماني الطازج

الطفل : كيف يعني .. ما يأكلوا كما نأكل نحن اليوم؟

الشايب خلفان : لا يا ولدي ..

                   انتم اليوم في راحة تامة وعيشة هنيه  وكل شيء موجود

الطفل : الحمد لله يا جدي .. بس كيف صار كل هذا يا جدي

الشايب خلفان : يا ولدي في زمن أجدادك كانوا يبحثون على لقمة عيشهم ..

ويسافرون خارج موطنهم إلى السعودية والبحرين وقطر أيضا وذلك لسنوات عديدة

الطفل : كيف يعني ما فهمت

الشايب خلفان : يعني كانوا يسعون لكسب المال خارج عمان لبناء مستقبلهم

الطفل : وبعدين ويش صار  1970م ...

          لأن بالمدرسة خبرونا بدأت عمان بناء النهضة بداية هذا التاريخ

فجأة دخلت أم محمد على خشبة المسرح وهي تسمع الحوار فيما بينهم فجلست بجوار ولدها محمد

الشايب خلفان : تفضلي أستريحي .. ولدك يريد يسمع عن طلوع شمس النهضة المباركة

الطفل : نعم أريد أعرف ..

          ومتشوق لسماعك يا جدي ..

الشايب خلفان : بداية النهضة المباركة بشق الأفاق وبناء الدولة العصرية لعمان على يد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ( حفظه الله تعالى ) بعد توليه القيادة الحكيمة بعد والده ...

الطفل : بس يا جدي من وين كل هذا التطور

الشايب خلفان : أقول أن بداية العصر كان عن طريق النفط وهو مصدر التطور في تلك الفترة لبناء الدولة وقاموا الناس ببداية قوية متحملين الصعاب بشق الأنفس .. حتى وصلوا لهذا المرحلة

الطفل : كل هذا العمران في فترة تولي صاحب الجلالة ؟

أم محمد : صحيح في فترة قليلة

الشايب خلفان : نعم صحيح كلام أمك

الطفل : والتعليم والمستشفيات وغيرها .. كيف كانوا

الشايب خلفان : كان في تلك الفترة مستشفى واحد وهو مستشفى الرحمة بمسقط

ولا يوجد مدارس للتعليم في تلك الفترة ..

الطفل : وأين كانوا يدرسون ؟

الشايب خلفان : كانوا يدرسون في خيام وتحت ظلال الشجر وكانوا من أحسن الطلاب حتى وصلوا ما هم عليه الآن من مناصب ومراكز عليا

أم محمد : أنا ذاهبة لإحضار العشاء .. لأنه حان وقته

الطفل : زين نتعشى الحين .. وبعد العشاء نواصل لنسمع كلام جدي

الشايب خلفان : بصراحة جوعان وبطني خالي من الأكل ومصارين بطني تصو صو من العصر ..

 

يضحك الطفل وأمه على كلام الشايب خلفان وتغلق الإضاءة والستارة لخشبة المسرح لبداية المشهد الثاني وبين المشهدين تغيير الخلفية وتوزيع الحلوى وشرب القهوة للجمهور

 

( المشهد الثاني )

تفتتح ستارة خشبة المسرحة لبداية المشهد الثاني وتغيير خلفية المسرحة إلى صالة الاستراحة وإضافة تلفاز وبعض الكراسي وتفتح الإضاءة وصوت التلفاز وبعض حركة درامية في خشبة المسرح والشايب خلفان جالس في الكرسي ويدخل الطفل ..

الشايب خلفان : تعال أجلس جنبي يا ولدي

الطفل  : إن شاء الله يا جدي العزيز .. بس ما ننتظر أمي لتجلس معنا وتسمع القصة ؟

أم محمد : ( من خلف خشبة المسرحة ) ..

          واصلوا أن في المطبخ أنظف الأواني  .. ومن أخلص أجي

الطفل : بس لا تتأخري علينا يا أمي

أم محمد : تمام  .. ما أتأخر عليكم

الشايب خلفان : خليها أمك الحين .. لأنها مشغولة شوي

          الحين أكمل كلامنا الجميل عن شمس النهضة .. وأين وصلنا بالكلام

الطفل : واصلين عندما  كانوا يدرسون في خيام وتحت ظلال الشجر وكانوا من أحسن الطلاب حتى وصلوا ما هم عليه الآن من مناصب ومراكز أعلى

الشايب خلفان : صحيح  .. ( وهو يضحك )

صدقت يا ولدي العلم  نور والجهل ظلام

الطفل : أيش يعني ذلك يا جدي

الشايب خلفان : الإنسان المتعلم يعرف كل شيء عن أمور حياته ودينه

الطفل : وأنت يا جدي ما تعلمت شيء

الشايب خلفان : تعلمنا القرآن الكريم وحفظناه

الطفل : ما شاء الله عليك يا جدي .. حافظ القرآن الكريم

الشايب خلفان : نعم حافظ القرآن كاملا .. وأنت لازم تكون مثلي ومثل والديك من حفاظ كتاب الله الكريم

الطفل : سوف أحفظ القرآن كاملا مثلك يا جدي

ينظر الجد إلى ساعته ليتفاجأ بساعة العاشرة ويسمع الجد موسيقى نشرة الأخبار في التلفاز

الشايب خلفان : الحين خلينا نسمع الأخبار  ونطمأن على صحة مولانا حفظة الله تعالى

الطفل : ( وهو جالس بجنبه ) .. تمام يا جدي

يقوم الشايب خلفان بسماع نشرة الأخبار وهو يبكي من الفرحة مطمأنين على صحة مولانا ووصوله للأرض الوطن الغالي بعد فترة طويلة من العلاج وحتى نهاية نشرة الأخبار

الطفل : ( باستغراب ) .. مالك تبكي يا جدي

الشايب خلفان : ( وهو يمسح دموعه ) ..  أبكي يا ولدي من الفرحة

الطفل : أي فرحة ؟

الشايب خلفان : فرحة عودة مولانا لأرض الوطن وهو بخير وعافية

الطفل : كلهم الناس فرحانين بعودة مولانا

          واليوم بالمدرسة كلهم فرحانين وموزعين الأكل والعصائر والورود وفاتحين الأغاني  الوطنية

الشايب خلفان : صحيح يا محمد ..

          جميع الناس فرحانين بعودة مولانا والأفراح والأهازيج  في كل مكان في البلاد

الطفل :  صحيح يا جدي ..  خبروني بأنه سوف تقام مسيرة بمناسبة عودة مولانا إلى أرض الوطن

الشايب خلفان : نسير جميعا نشارك بهذه الفرحة من صغار وكبار

تدخل أم محمد خشبة المسرح لمشاركة الحديث الشايب خلفان وولدها محمد

أم محمد : وأنا أشارك معكم هذه الفرحة

يقوم الشايب خلفان ومحمد وأم محمد متوجهين إلى الجمهور وهم ينظرون إليهم

الشايب خلفان : ( يوجه الكلام للجمهور الكريم  ) ..

          يا جمهورنا الكريم أنهضوا جميعا رافعين أيديكم إلى السماء متضرعين إليه بالدعاء بعودة مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس ( حفظه الله ) إلى أرض الوطن وشعبه الأوفياء بعد فترة علاج طويلة دامت ثـمانية أشهر ونشارك جميعا بهذه الفرحة الكبيرة ونسأل الله تعالى أن يحفظ مولانا ويدوم عليه الصحة والعافية والعمر المديد ويمد في عمره ويحفظه وينعم عليه بالخير والأمان  .. اللهم آمين .

 

يقوم الجمهور بتحية الممثلين على خشبة المسرح بانتهاء عرض المسرحية